الأرنب السريع و السلحفاة البطيئة قصة أرويها لكم

قاسم أبو لارا

  


 الأرنب السريع و السلحفاة البطيئة:

في أحد الغابات الكثيفة، كان يعيش أرنب سريع ومتحمس يتحدى أي حيوان آخر في الغابة، بينما كانت السلحفاة البطيئة الحركة تعيش حياة هادئة وثابتة، تمارس أنشطتها الروتينية بدون أي إجهاد أو جهد زائد. ورغم الفارق الواضح في نمط حياتهما، فإنهما كانا يتقابلان في الغابة من حين لآخر، وكانوا يتحدثان مع بعضهما البعض ويتبادلان النصائح والخبرات. ومع ذلك، كانت هناك تحديات بين الاثنين، وكان الأرنب دائماً يقول أن السرعة هي كل شيء في الحياة، بينما كانت السلحفاة تصر على أن الصبر والثبات هما ما يجلب النجاح. وفي يوم من الأيام، قررا تحدي بعضهما البعض في سباق حماسي تحديد من الأفضل، الأرنب السريع أم السلحفاة البطيئة.



كان هناك في يومٍ من الأيام أرنب سريع جداً يعيش في الغابة، وكان يتفاخر دائماً بسرعته الفائقة وكيف أنه لا يوجد حيوان آخر يستطيع التفوق عليه في الجري وفي ذات الوقت، كان هناك سلحفاة بطيئة الحركة تعيش في نفس الغابة، وكانت دائماً تتحدث عن صبرها وقدرتها على التحمل.

في يومٍ من الأيام، قرر الأرنب تحدي السلحفاة في سباقٍ بينهما، وبالطبع كان الأرنب واثقاً من فوزه بالسباق، فكان يضحك على السلحفاة ويتحدث عن كيف أنها لا تستطيع أن تنافس.

وافقت السلحفاة على السباق، واتفق الاثنان على البدء في السباق في الصباح الباكر، وعلى أن يكون النهاية في شجرة بعيدة عن موقع البدء.

في الصباح الباكر، بدأ السباق، وانطلق الأرنب بسرعته الفائقة مباشرة، ولكنه بعد فترة قصيرة توقف للراحة تحت شجرة، فإنه كان يعتقد أنه لن يصل السلحفاة إليه في أي وقتٍ قريبٍ.

في ذلك الوقت، كانت السلحفاة تتحرك ببطء وثبات، ولكنها لم تتوقف في أي وقتٍ، ولم تتخلى عن السباق.

وبعد عدة ساعاتٍ، وصلت السلحفاة إلى الشجرة التي كان ينتظرها الأرنب، وكان الأرنب مستلقياً تحت الشجرة نائماً، ولم يلاحظ حتى وصول السلحفاة.

وبهذا الشكل، فازت السلحفاة بالسباق، وأثبتت للأرنب أن الصبر والثبات هما الأساس فالفوز في الحياة، وأن السرعة وحدها ليست كافية.

عندما استيقظ الأرنب ورأى السلحفاة تصل إلى خط النهاية، شعر بالصدمة والإحباط، وفهم أنه خسر السباق بسبب انغماسه في تفاصيل النفس وإهمال أهمية الثبات والصبر.

ومن ذلك الوقت، قرر الأرنب أن يتعلم درساً مهماً من السلحفاة، وأن يعتبر الصبر والثبات جزءاً من أسلوب حياته.

وأصبح الأرنب مجتهداً في العمل ومتحمساً لتحقيق الأهداف، ولكنه تعلم أنه يجب أن يكون صبوراً ومتمسكاً بالنجاح، حتى وإن كان ذلك يتطلب الوقت والجهد.

وبالنسبة للسلحفاة، فقد استمرت في العيش حياتها الهادئة والثابتة، وتحدثت مع الحيوانات الأخرى في الغابة عن قيمة الصبر والثبات في الحياة.

وتحدثت السلحفاة مع الأرنب كلمات تذكره بما حدث في السباق، وكيف أن الصبر والثبات ساعداها على الفوز، وكيف أن الأرنب يمكن أن يستفيد من هذا الدرس القيم.

وبهذا الشكل، أدرك الأرنب أن السرعة ليست كل شيء، وأن الصبر والثبات هما ما يميز الفائزين في الحياة، وأنه يجب أن يكون جزءاً من حياته، وهو ما جعله يصبح أفضل فيما بعد.


وبعد مرور الوقت، وتدريب الأرنب والتركيز على الصبر والثبات، أدرك أن الفوز في الحياة ليس مجرد مسألة سرعة وإيقاع سريع، بل هو مسألة صبر وإصرار وتحمل العراقيل والتحديات. ومن هذا المنطلق، أصبح الأرنب أفضل وأكثر تأنٍ فيما يفعله، مستخدماً تجربته في السباق تحديد طريقه في الحياة.

وعلى الجانب الآخر، استمرت السلحفاة في عيش حياتها الهادئة والثابتة، ودعت الحيوانات الأخرى في الغابة إلى اتباع مثالها وتعلم الصبر والثبات.

وبهذا الشكل، توصل الأرنب والسلحفاة إلى درس قيّم، وأصبحا أفضل صديقين ومتحدّين معًا لتحقيق النجاح في الحياة. واكتشف الجميع، خلال هذه القصة، أن الفوز في الحياة لا يعتمد فقط على السرعة، بل يحتاج إلى الصبر والثبات، والاهتمام بالتفاصيل الصغيرة التي تشكل نجاحنا.




إرسال تعليق